منتدى الضيعة
منتدى الضيعة
منتدى الضيعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الضيعة

أهلاً و مرحباً بكم في منتدى الضيعة
 
الصفحة الرئيسيةالرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولليالي يزداوي

 

 قصة اليازدية وتسميتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
yzdawy
Admin
Admin
yzdawy


ذكر
عدد الرسائل : 57
العمر : 44
الموقع : موقع اليازدية
الهوايات : الكمبيوتر
تاريخ التسجيل : 24/08/2007

قصة اليازدية وتسميتها Empty
مُساهمةموضوع: قصة اليازدية وتسميتها   قصة اليازدية وتسميتها Icon_minitimeالجمعة يناير 25, 2008 6:46 pm

هذه القصة منقولة

(اليازديّــــــة)
هديّــــة بيـــت الأســــد


ليس في حوزتي أزميل أو مطرقة لأعمل في مقالع الصخور, وردم الحجارة تفتيشاً عن الآثار المدفونة, ولم أحمل معي سباراً كي اسبر طيّات الأرض بحثاً عن الأنتيكا والكنوز المخزونة, على ضوء علم الآثار, أو طمعاً بتهريبها خارج الوطن.

حملتُ قلماً ودفتراً إلى مقالع الجماهير الشعبية, لأسبر أعماق النفوس, وأغوار الوجدانات كي أستنبط جواهر روحية, وكنوزاً إنسانية. بمنهج التراثي كعلم جديد من العلوم الإنسانية.. أمسح عنها غبار الزمن كي تتوهّج بين أيديكم, وتتلألأ تحت أبصاركم, وتستقر في قرار قلوبكم, فهي منكم وإليكم.

من موضوعات التراث الشعبي تاريخ بلدة, أو مملكة, أو ترجمة عن شخصية إنسانية. وليس أي شيء إلاّ له تاريخٌ موجود, وإن لم يكن له تاريخ فليس له وجود, فإن كان مكتوباً موثقاً فهو التاريخ الرسمي, وإن كان التاريخ حديثاً شعبياً شفوياً. تتناقله الأجيال, جيلاً بعد جيل, فهو تراث شعبي..
أليس لنا أن نكتب هذا التراث!.. ففيه الجواهر الإنسانية, والمآثر الشعبية!...

تعالوا معي إلى قرية يازدية "أبو حمدان" على بُعد خمسة كيلو مترات من صافيتا جنوباً.. نصيخ السمع.. لا نسترق السمع.. ما أمتع حديث القدماء.. يُريحك في ظلال الزمن الغابر, ويَقيك من وهج الحر الحاضر.

ظلّت في ذهني قصة شعبية غائمة منذ 40 عاماً.. وفي هذا العام زرت عدداً منهم وضّحتُ لهم الغاية.. سألتهم عن القرية وكأني لا أعرف عنها شيئاً.. سألتهم عن تركيب لقبها:
من أين جاء هذا اللقب؟
ولماذا رُكّبَ هكذا, وما السبب؟
أو كيف نشأت؟
اختلفوا في تركيب لقبها, وتطابقت أحاديثهم عن نشوئها, والسبب في وجودها, وهذا هو الأهم عندي.. إنّه الطرفة الجميلة, النادرة الحلوة, وهي تربة الجوهرة الإنسانية ولو أنّ اللقب له أهميته لارتباط هذا اللقب بنشوء القرية.


1- منهم من ينسبها إلى "يزدة" ومنهم من ينسبها إلى إلياس اسم, (ديه) إسم, فيكون إسمها إلياس دية, ثم كُتبت السّين أو لُفظت زاياً فأصبح اسمها اليازدية.

2- قلت إليهم.. ولماذا أضيفت أو نَسبت إلى (أبو حمدان) أو من هذا أبو حمدان؟ وما علاقة هذا بذاك؟.. وتبيّن من خلال أحاديثهم:

"أبو حمدان" المنسوب إليه القرية هو الشيخ حسن أبو حمدان - بيته القديم على تلّ في أعلى القرية واسمها الآن (خربة أبو حمدان) ثم استوطن الزبرقان ومقرّه الأبدي الأخير فيها. له سلالة في خربة أبو حمدان اليازدية, وقرية الزبرقان..

كان أبو حمدان شيخاً فاضلاً ذا همّة عالية. أحيا كثيراً من الأبوار, وعرف كيف شغّل الناس في إحيائها, فاستفاد وأفاد..
ويُروى عنه كان كريماً سخياً يُحب الناس, فأحبّوه.. يُنتج كثيراً ويُعطي كثيراً, ولقد بنى مزاراً للشيخ الشهيد (حسن) في قرية توينين - من شهداء ثورة "راشد أبّولي" كما قيل - وأوقف أبو حمدان كثيراً من أراضيه للشهيد حسن, وكان بناء هذا المزار كما هو واضح بمعيّة الزعيم الروحي الشيخ خليل بن معروف, ومن ذلك يُستنتج أنّ أبا حمدان عاش في أواخر القرن الحادي عشر الهجري 1200 هـ وأوائل تاليه...


لنسمع من أهالي اليازدية وسلالة (أبو حمدان) كما يروون..

اخي الاكبر ابو اسكندر جعلتني اتنفس هواءها الذي تشربت منه شراييني ودمائي
اعدتني الى الايام الجميلة على ضفاف النهر وعلى ضفاف تلك البحيرة الجميلة التي تطل عليها اليازدية وغيرها من القرى المتجاورة
على تلك التلال تنتشر المقامات الطاهرة التي تريح ارواح زائريها وتنتشر الى جانبها اشجار البلوط والسنديان التي ما زادها عمرها الطويل الا بطيب هوائها
كم جلسنا بظلالها ايام الصيف نستمتع بطيب هواءها
نعم اخي جعلتني اعود لاجلس طويلا هناك في خيالي لان المسافة الان تمنعني
من ان اكون هناك واسئل الله تعالى بحق محمد وال محمد ان يعيد كل بعيد الى المكان الذي يحبه.

كانت الساحل السوري وبالأخص قرى اللاذقية مسرح أحداث دامية, وكوارث مؤلمة, هذه الأحداث تتمثل بالسلب والنهب والغزوات الأجنبية التي كانت تدخل إليها من مضيق (كولك) في الشمال وغيره.. كانوا يأتون كالطوفان بالعدد والعديد, والطمع الشديد لسلب الفلاحين خيراتهم أثناء المواسم, وحينما كانوا يجدون مقاومة لهم يسفحون الدماء دون رحمة ولا شفقة.

ومن قرى اللاذقية قرية تبعد عنها بقية القرى كانت تعيش فيها أسرة نشيطة, تزرع الأرض فتمرع حقولهم, وتسمّن دوابهم.. ولكن هذه الخيرات كانت تسلبها الغزاة, وطالما هبّت هذه القرية تدافع عن مالها, فيبطش الأجانب الغازون برعونة وقسوة, كأنّهم الوحوش الضارية. ضاقت الأحوال بهم.. ومرّةً نادت السيدة يزدة (دية) أولادها, وأبناء عمومتها بعد أن قُتِل زوجها فاستمعوا إليها قائلة:
يا أولادي.. يا أبناء عمّي.. الحال كما ترون.. نحن بعيدين عن الناس ولا مُنقذ, ولا مُجير, والشاعر يقول:

إذا ضاقت بك الأحوال يوماً = فما للساكنين سوى الرحيل

قالوا: إلى أين يا عمتاه؟! وكيف نتصرّف!!.
قالت: شدُّوا الرحال.. وسفرجها الله..


سارت يزدة (دية) ومعها أولادها وأبناء عمومتها يحفّون بها حتى أضحت خيولهم تخب تحتهم أمام دار السيّد الأسد في القرداحة (أحد أجداد الرئيس حافظ الأسد).
استُقبلت يزدة (دية) ودخلت دار المضافة (المنزول) وبعد أن أكلوا هنيئاً وشربوا مريئاً جلس السيّد "الأسد" في صدر المضافة ليعرف ما يُريدون..
يزدة (دية): جئنا إليك وأنت معروف عند الجميع (أشهر من نار على علم), يعشو على فضلك الضالّون ويهرع إليك البائسون..
السيّد الأسد: أهلاً وسهلاً.. اطلبي ما تريدين. يا أمة الله..
يزدة (دية): إني أشكو إليكم ما يُصيبنا من الغزوات الأجنبية التي قضَّتْ مضاجعنا.. إنها تفاجئنا كل عام أكثر من مرّة, وقتلت منّا الكثير.
السيّد: ونحن نتعرّض لهذه الغزوات.. ولكننا نُسرع لمساعدة بعضنا لا ضعافاً ولا عُزّلاً, فنردّهم على أعقابهم خاسئين.
يزدة (دية): قريتنا. بعيدة عن القرى, ولا نُنكر حميّتهم.. حينما يصلون إلينا من بعيد, والغزاة يسلبون وينهبون, ويفعلون فِعلتهم, ويرجعون قبل أن يصل أهل الحميّة والشجاعة, فيُصبح القادمون منهم إلينا مُعزّين لا مُنجدين ولا مُنقذين.
السيّد: تفضّلوا.. اسكنوا بين ظهرانينا.. مالنا مالكم, وعليكم ما علينا.
يزدة (دية): شكراً أيها الفاضل الكريم.. لا نريد أن نُثقل عليكم.
السيّد: لا ثقل ولا إحراج.. يدُ الله مع الجماعة.
يزدة (دية): نعم, أستميح فضلك, وأرجو كرمك, ولكن, ليس على هذا الشكل إذا كان ممكناً ولن ننساه أبد الدهر.
السيّد: قولي.. اطلبي ما تشائين.
يزدة (دية): فضلك يعرفه الناس. الأشراف في جميع المناطق, يعرفونك. النبيل لا يردّ طلباً, نرجو أن نسكن صافيتا.. والأرض واسعة.. والأبوار كثيرة. لعلّ أحداً من أصدقائك أن يوسع لنا بأرض نُحييها ونعيش من تعبنا, وكدّنا..
السيّد الأسد: إذا كان ولا بد من هذا فلك ما تشائين.
يزدة (دية): شكراً لك أيها الفاضل الكريم.

ودعا للدواة والريشة والورق. وكتب الرسالة إلى صديقه أبو حمدان وهذه صورته:


بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز الشيخ حسن أبو حمدان المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد.
حاملوا هذه الرسالة عزيزون علينا فأضممهم إلى جناحك, وأسكنهم بجوارك ليسعد جارك الجنب بنبلك وسموّك.
وأنا لكم من الشاكرين.

التوقيع:
حُرّر في رجب 1120 هـ.


حملت يزدة (دية) الرسالة مسرورة حتى أمست في دار أبي حمدان, وسلمته الرسالة قائلة: هذه من صديقك الحميم السيّد الأسد.
قبّل أبو حمدان الرسالة, ثم فضّها وقرأها وابتسم مسروراً لأنّه يرغب أن يُحقق أي طلب له وقال: على الرحب والسِعَة.
لكِ يا أمة الله قرية بأرضها وبيوتها الجاهزة الكافية هديّة من صديقي الأسد لكم واعتبروها منه, ولا تذكروا إلاّ أنّها من الأسد حصراً.. ولا أريدُ لي منكم جزاءً ولا شكوراً. فضله سابقٌ عليّ.
اهتزّت يزده (كما العصفور بلّله القطر) وقالت:


وستبقيــانِ بأعطـــرِ الذّكـــــر = كالنيّريــن الشمــس والبـــــدر
هذا يُضيءُ وذاك يعكسُ نوره = والنــور مثـل الخيـــر والبــــرِّ


وجاءت يزدة (دية) وقرابتها إلى هذه البيوت وعمّرت القرية والأرض.. وزرعوا وعاشوا على إنتاجها من زيتون ورمان وليمون ودوالي, وأسماك الأبرش الطرية, وانضمّ إليهم أسرٌ من جميع المناطق ومن لبنان حتى أصبحت قرية كبيرة..
عاشت هذه القرية تتحدى الظروف القاسية, والأحوال السيئة في العهود التركية, وتغلّبت على هذه الظروف بممارسات ونشاطات جيدة يجب أن تُذكر على مدى الدهر. وخاصة في مجال التعليم.

1- ذكر لي كثيرٌ أنّ التعليم بدأ في العهد العثماني على أيدي رجال الدين من أهالي اليازدية ومنهم الخوري (سليمان) في القرن الثاني عشر يُعلمهم القراءة والكتابة والحِساب. وكانوا يستعملون للكتابة الأوراق الشجرية كــ (العيرون).. وافتتح المعلم "أيوب المقدسي" مدرسة يُعلم أبناء القرية وغيرهم, وبعده المعلمة الفاضلة, المخلصة لله والوطن المعلمة حفيظة ميخائيل سلمان يذكرونها بكل إجلال, وفتحت الطائفة الإنجيلية المشيخه المسيحية مدرسة خاصة.

وفي عهد الفرنسيين افتتحت مدرسة ابتدائية حكوميّة والتعليم فيها باللغة الفرنسية.. ويذكرون أنّ الطالب الذي يحكي بالعربية يُعاقب بتكنيس المدرسة والتأنيب والطرد أحياناً.
فاضطرّت أهالي القرية أن يردّوا عليها بافتتاح مدرسة خاصة من أهالي القرية والتعليم بالعربية وتفشيل المدرسة الفرنسية.
هكذا وقفت اليازدية ضد التتريك بهمّة عالية.. وكما وقفت ضد التتريك ووقفت ضد الفرنسية.. وقفت عربية أصيلة تستقطب الطلاب من جميع القرى المجاورة تعزّز اللغة العربية.. وتشدّهم إلى تراثهم.. لله درّك أيتها القرية المباركة!...

وما زالت القرية تذكر قصة الإيثار والفضل من الأسد في القرداحة والجميل المعروف ودار الزمان, وتعاقبت الأجيال (والقصة لا يعرفها أحدٌ من القرداحة) ومرّت ظروف وأحداث, وحتى طلع علينا من شفق الأصالة العربية شمس حضارة جديدة بشخصية السيد الرئيس "حافظ الأسد" أضاء غياهب الأحداث العربية. وتـُذكِّر أصحاب القصة وغيرهم أن التاريخ يُعيد نفسه بالكرم والأصالة, ولكن بالشكل الأوسع, وبالمقدار الأعظم كانت هدية جدّه إلى أم عربية (ومن أحيا نفساً فكأنّما أحيا الناس جميعاً) ثم أصبحت هذه الهدية نفسها إلى كل الأمهات العربية.. إلى الأمة العربية على يد الحفيد السيد الرئيس حافظ الأسد..
لقد بنى اليازدية بناءً جديداً, وسدّ الأبرش أمامها, وحجز الماء بمهندسين سوريين وعمال سوريين تخرجوا من جامعاته مهرة نشيطين. وارتفع الماء, واتسعت البحيرة وتتسع, وستؤمن الكهرباء له, وريّ أراضي واسعة, ستمائة ألف هكتار من الأراضي, وأضْفَتْ على المنطقة جمالاً رائعاً أخاذاً.

لنسمع هذه الجماهير, كيف تتلاقى أحلام الأوائل بآمال الحاضرين. كيف تتلاقى آراء وخبرات الأجداد بتخطيط ودراسة المهندسين الأحفاد.
فعلى مقربة من السد بنى الأجداد سدّاً اسمه سدّ القرمة ولا تزال جوانبه إلى اليوم من الحجارة والكلس معتمدين على أنفسهم, واليوم يعتمد المهندسون على أنفسهم وعلمهم واستغنوا عن الخبرات الأجنبية, يبنون حضارتهم بأيديهم – ما أروع سد الشهيد (باسل الأسد) سد الجيل الحاضر على السد القديم سد القرمة..- تتخذ رؤى القدماء الأذكياء, أصحاب الخبرة النبهاء مع تخطيط المهندسين العلماء..

كانت اليازدية هديّة إلى الأم أصبحت اليازدية هديّة إلى الأمّة, أصبحت زاهية بسدّها وبحيرتها وخبرة شبابها للإصطياف.

اليازدية اليوم صبية جميلة تستحم في مياه البحيرة, وتجلس تستجم تحت أضواء الشمس وقدماها في الماء.. ستكون الثروة الإقتصادية. إجلس يا صاحبي في مقهى المحبة أو غيرها واسرح بنظراتك إلى هذه البحيرة التي تحفّ بها غصون الزيتون والليمون والرمان كما تحفّ الأهداب الطويلة المغناجة بعين جميلة. وينسج خيالك من خيوط الأحلام والآمال كما تتراقص تلك الأشعة على البُحيرة وفي غمرة هذا الجمال الأخّاذ, ينتصب عملاق المجد والفخر, يُذكّر الناس أبد الدهر بفضل السيّد الرئيس "حافظ الأسد" بطل البناء والتحرير, بطل الحضارة والنصر.



تمّـــــــــت[code]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yzdawy.com
 
قصة اليازدية وتسميتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الضيعة :: المنتديات الثقافية :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: