FOFO
عدد الرسائل : 47 العمر : 46 العمل/الترفيه : شيف الهوايات : مطالعة نيت بولينغ تاريخ التسجيل : 26/08/2007
| موضوع: شعر مترجم لي ولييم بلييك الثلاثاء يناير 06, 2009 5:13 am | |
| الفتى الزّنجي
في القفرِ جنوباً قدْ ولدتني أمِّي زنجيَّاً؛ لكنْ آهٍ.. روحي بيضاءْ. والطِّفلُ الإنكليزي إذ يولَدُ- أبيضُ.. أبيضُ مثلُ ملاكْ. وأنا زنجيٌّ وكأنِّي محرومٌ من وهجِ النُّورْ. في ظلِّ شجرةٍ كانت أمِّي تجلسُ في أيَّامِ الحرِّ، تعلِّمُني... تأخذني بينَ ذراعيها وتقبِّلُني، وتشير إلى الجهةِ الشَّرقيَّةِ قائلةً:
(اُنظرْ، يا ولدي، في الشَّمسِ المشرقةِ هنالكَ يحيا اللهُ، ويمنحُ وهجَهُ للأشجارِ وللأزهارِ وللوحشِ الضَّاري والنَّاسِ، ليرتاحوا إن بزغَ الفجرُ ويبتهجوا بحلولِ الظُّهرْ. لن نبقى في الأرضِ طويلاً لكنَّ بقاءَنا، يا ولدي قدْ يكفينا حتَّى نتعلَّمَ كيف نبثُّ إلى الدُّنيا إشعاعَ الحبِّ... وليسَت هذي الأجسادُ السَّوداءُ وهذا الوجهُ الدَّاكنُ إلاَّ غيمةَ ضيفٍ، بستاناً ينعمُ بالظِّلِّ؛ فإن علَّمنا أرواحَنا أن تبعثَ دفئاً، سوفَ يزولُ الغيمُ ونسمعُ صوتَهُ حين يقولُ: "اخرجوا من تلكَ الأيكةِ يا أحبابي ويا همِّي والتفُّوا حولي وأحيطوا خيمتَي الذهبيَّةَ واصطخبوا مثلَ الحملانْ!") هذا ما قالتْ -وهي تقبِّلُني- أمِّي. وأنا للطِّفلِ الإنكليزيِّ أقولُ بأنَّا إنْ حرَّرْنا أنفسَنا من غيمتيَ السَّوداءِ أنا، وهو البيضاءِ، ورحنا نمرحُ كالحملانِ نحيطُ بخيمةِ ربِّ العرشِ، فسوف أظلُّ أظلِّلُهُ حتَّى يتحمَّلَ أن ينحنَي سعيداً في حضرةِ والدِنا وسأنهضُ عندئذٍ وأظلُّ أمسِّدُ شعراً فضِّيّاً جلَّلَ هامتَهُ، حتَّى أُصبِحَ مثلَه. عندئذٍ، لا شكَّ بأنَّهُ سوف يقابلُني بالحبْ
| |
|