محمد عزيز سرور
عدد الرسائل : 16 العمر : 69 الموقع : ذو الفقار تاريخ التسجيل : 07/02/2009
| موضوع: الكتاب المقدس صادق في نبواته .. الخميس مايو 07, 2009 11:59 pm | |
| الكتاب المقدس صادق في نبواته
نهدف في هذا الفصل إلى ذكر نبوات جغرافية وتاريخية تحققت , مما يُظهر صحة نبوة قائلها , بالرغم من أن تحقيقها كان شـــبه مستحيل , ومن النادر أن يجد الباحث فرصة لمثل هذه الدراسة الممتعة , ولكن عند الدرس والبحث , نرى أن يد الله كانت على كتف أولئك الأنبياء عندما أعلنوا رسالة الله لسامعيهم , فالنبوات تُظهر أن الله كلي العلم وكلي القدرة , كما أنها برهان على وحي الكتب المقدسة , ولقد قسمنا النبوات التي نقدمها إلى أحد عشر قسما ً , في كل قسم منها نبوة خاصة ببلد أو أمة , غير أننا قدمنا لهذا الفصل بمقدمة عامة تساعد على متابعة البحث . وهناك ملخصا ً يساعد على متابعة ما جاء في هذا الفصل .
أولا ً : مقدمة : 1- تعريف بالنبوة . 2- فحوص النبوة الصادقة . 3- الإعتراض على النبوات .
ثانيا ً : نبوات تحققت عن : 1- صور . 2- صيدون . 3- السامرة . 4- موآب وعمون . 5- البتراء وآدوم . 6- طيبة وممفيس . 7- نينوى . 8- بابل . 9- كورزين وبيت صيدا وكفر ناحوم . 10- توسيع أورشاليم . 11- فلسطين .
ثالثا ً : الإحتمالات النبوية : أولا ً - مقدمـــــة .. 1 - تعــريف النبــوة .
قدمت دائرة المعارف البريطانية التعريف الآتي : السجلات المدونة للنبوة العبرية في سفر إشعياء توضح أن معنى البنوة الأساسي هو الكلمة أو الرسالة الشفوية التي يعلن فيها رسول خاص من الله إرادة الله . أما العنصر النبوي في التهديد أو المواعيد فهو مشروط باستجابة السامعين ( 1 :18-20 ) , أو آية تحدُث في المستقبل ( 7 :14 ) لأن كل ما يحدث يتمم مقاصد إرادة الله . ثم تمضي دائرة المعارف لتقول : ويضع إشعياء أهمية خاصة على إبراز أوجه الفرق بين آلهة بابل وبين الله , في أن الله ينفذ ما سبق أن أنبأ به ( 48 : 3 ) . فنبوات الأنبياء هي إعلان لمقاصد الله الحي , أكثر منها لمصير الإنسان (37) .
أما التعريف الكتابي للنبي ..
فهو أنه الشخص الذي يعلن إرادة الله , والمستقبل , للشعب , كما يرشده الوحي الإلهي . وعلاوة على أنه ينادي بالقضاء على الخطأ , والدفاع عن الحق والبر , والشهادة على سمو الأخلاق على الطقوس الشكلية , فإن النبوة وثيقة الإرتباط بمقاصد نعمة الله من نحو شعبه ( ميخا 5 : 4 , 7 : 20 , إشعياء 6 : 3 , 65 : 25 ) . ويهدف النبي إلى جانب إعلان الآتيات , أن يعلن صفات الله وما يعمله حسب مسرة مشيئته . باختصار هو يعرف الناس بالله وبإرادته وعمله .. ولكل نبي أسلوبه الخاص في الإعلان .. ومع أن الطابع الشخصي لكل واحد منهم باق ٍ , إلا أن ما يعلنونه هو الحق الواحد , بفضل سيطرة الروح القدس الكاملة . ! ويظن البعض أن كل ما يفعله النبي هو الإخبار بالمستقبل , وهذا حق . ولكن كانت رسالة النبي تشمل الإصلاح الاجتماعي والسياسي , عن طريق الكرازة بالبر والنهضة الروحية , مع إعلان القصاص للمخطئ والجزاء للمحسن . وقد تكلم الأنبياء بطريقة روحية تعكس إرادة الله وتطالب بالطاعة له . ولم تكن إعلانات الأنبياء , لكنهم أعلنوها بسبب الأحوال التي كانت تحيط بهم ( قارن تثنية 18 : 22 ) وفي كل إصحاح ينبئ بالخراب نجد السبب الذي جاء بهذا الخراب . وترجع النبوة الأولى في الكتاب إلى عصر آدم وحواء , عندما جاء الوعد بالفداء في التكوين ( 3 :15 و16 ) . وكان أخنوخ وإبراهيم وموسى من الأنبياء الأولين ( العدد 12 : 6-8 , التثنية 18:18 , يوحنا 6 :14 , 7 : 40 ) . والنبوة مصدرها الله ( 1 صموئيل 9 : 9 , 2 صموئيل 24 : 11 ) . ويوضح الكتاب أن التنبؤ بالمستقبل علامة على قوة الله ومجده , وبرهان على سمو كلامه , كما أنه استجابة الله لصلوات البشر واحتياجاتهم , لأنه لما كان الله يعلن المستقبل ( العمل الذي يعجز البشر عن عمله ) , ولما كان يرى المستقبل قبل وقوعه , فإن كل مؤمن يجب أن يطمئن لأنه لا يحدث شيء لم يعينه الله ! (38) .
2- فحوص النبوة الصــادقة
حدثت في التاريخ الكتابي منازعات حول ( من هو النبي الصادق ؟ ) ( ملوك أول 13 : 18-22 ) , إصحاح 22 , إرميا 28 ) , وكان حل النزاع عمليا ً أكثر منه أكاديميا ً , فإن هناك صفات تُظهر النبي الكاذب من الصادق . ومن صفات النبي الكاذب ( النشوة الصوفية النبوية ) وهي حالة تظهر بدون إنذار سابق وفي حالات خاصة , خصوصا ً بعد سماع نوع خاص من الموسيقى . وقد ظهر مع مثل هذه الحالات خروج عن الشعور , مع ضياع الإحساس . ولكن ليست هذه الصفة فيصلا ً في الحكم على النبي الكاذب , رغم أنها ظهرت على أنبياء البعل الكنعانيين .. فإن النبي إشعياء ( في رؤياه الهيكل ) وحزقيال النبي اختبرا ما نســميه ( نشوة صوفية ) .
وهناك صفة أخرى للنبي الكاذب , أنه عادة مأجور من الملك ( ليتنبأ ) بما يريده الملك . ولكن هذه الصفة أيضا ً ليست فيصلا ً في الحكم على النبي الكاذب , فإن الأنبياء صموئيل وناثان وحتى عاموس , كانوا يُعتبرون لحد ما أنبياء رسميين للدولة , ولكنهم كانوا أنبياء صادقين . ولكن العهد القديم يقدم لنا ثلاث فقرات كتابية هي التثنية 13 , 18 إرميا 23 , وحزقيال 12 : 21 إلى 14 : 11 , تصف النبي الكاذب .
أما التثنية 18 فيقول إن النبوة التي لا تتحقق , هي كاذبة . ولكن هذه الصفة سلبية , فليس كل نبوة تتحقق هي من الله , فإن النبي الكاذب عندما يقول شيئا ً يتحقق يكون هذا امتحانا ً للشعب . أما التثنية 13 فيقول أن النبي الذي ينادي بآلهة أخرى خلاف الله فهو ليس من الله . وكل نبي يتنبأ بنبوة تتحقق , ولكن تعليمه يخالف تعاليم موسى يكون كاذبا ً !
أما ما جاء إرميا 23 فهو توسع في الحديث الذي جاء في التثنية 13 , عندما يقول إرميا إن النبي الكاذب هو رجل فاسق ( آيات 10-14 ) يقود الآخرين للشر ( آية 17 ) وهو ينادي بسلام مزيف غير إلهي . والنبي الحقيقي يجيء برسالة توبيخ تسبب التوبة (آية29) . ويدعو الناس للتوبة والطاعة (آية22) . ويخطئ بعض الناس في انتقاد الأنبياء لأن رسالتهم كلها إعلان للخراب , لكن إعلان الخراب لم يكن شيء قالوه ! صحيح أنهم لم ينادوا أولا ً بالسلام الحقيقي , لأن سلام الله يجيء نتيجة للقداسة والبر والتوبة . ويقول إرميا النبي إن النبي الكاذب يسرق إسم الله لكي يمجد نفسه ( آيات30-32 ) ولكن النبي الصادق هو الذي أرسله الله , وهو الذي يتكلم بإسم الله وبسلطانه .
أما حزقيال فيقول ( 12 : 21 – 14 : 11 ) إن الأنبياء الكذبة جاؤوا من تلقاء ذواتهم بنبوات من عندهم ( 13 :2و3 ) ويعطون الناس تأكيدات كاذبة 13 : 4-7 ) . والسلام الذي يعلنونه سلام كاذب ( 13 : 10-16 ) لا يبنون حياة الناس الروحية ( 13: 22 ) . أما النبي الصادق فيدعو الناس إلى فحص نفوسهم ليروا مطالب الله منهم ( 14 : 4-8 ) . وهو الذي يُعلن بأسلوب جديد الحقائق الإلهية التي لا تتبدل ولا تتغير . المصدر : كتاب .. وقرار , بحث دراسي ومنطقي في صحة الكتاب المقدس . تأليف جوش مكدويل تتبع ... الإعتراض على | |
|