مشروع استصلاح وتأهيل حرش اليازدية

مشروع استصلاح وتأهيل حرش اليازدية

1) مدخل:
تلاصق هذه الغابة قرية اليازدية من جهة الجنوب. تبلغ مساحتها الجمالية 143 ألف مترا مربعا. يقسمها طريق إسفلتي إلى قسمين، شمالي صغير، مساحته أقل من خمس المساحة الإجمالية، وجنوبي كبير.
تحتوي هذه الغابة على الأشجار الحراجية الموجودة عادة في غاباتنا، وبشكل رئيسي السنديان بنوعيه العادي والبلوطي. إضافة، وبنسبة بسيطة، إلى الغار والبطم والزكبا.
أدت التعديات المتكررة على هذه الغابة، إلى قطع 92 بالمائة تقريبا من الأشجار الكبيرة والمعمّرة، لاستخدامها في صناعة الفحم. مما حول هذه الغابة إلى مجموعة متشابكة وكثيفة من الشجيرات المتعددة الفروع والأغصان.




صورة فضائية للبحيرة، تظهر فيها قرية اليازدية والحرش الملاصق لها من الجنوب

2) على أرض الواقع:
إن الغابة في وضعها الحالي،إذا، تتصف بمجموعة من الصفات، الايجابية والسلبية .
الصفات الايجابية: - كثافة الأشجار.
- القرب من القرية.
- ميلان الأرض البسيط.
- واضحة الحدود، خاصة من الشرق والشمال والغرب، وبشكل أقل من الجنوب، حيث توجد طريق صغيرة قليلة العرض، ومزرعة متداخلة مع الغابة.
الصفات السلبية: - كثافة الأغصان اليابسة والخضراء معا على مستوى الأرض، تجعل من الحركة داخل الغابة أمرا بالغ الصعوبة، عند الحالات الاضطرارية . كما أنها تجعل من الغابة فريسة سهلة للحرائق.
- غياب كامل للطرق داخل الغابة، مم يمنع استخدام الآليلت خاصة للإطفاء.






صورة فضائية لحرش اليازدية
- سهولة التصرف بالأشجار داخل الغابة، قطعا وتفحيما، بعيدا عن الأعين، كما تشهد على ذلك آلاف جذوع السنديان التي يزيد قطر كل منها عن أربعين سنتيمترا...
- عدم وضوح الحدود من الجهة الجنوبية، يبقي الباب مفتوحا لتوسع الأملاك الخاصة على حساب الغابة. إن الصور الفضائية المرفقة، تدفع إلى التساؤل عن كيفية تغلغل أشجار الزيتون إلى داخل الغابة.


3) من الذكريات:
تداولنا بموضوع "الحرش" مع العديد من أهالي قرية اليازدية. وقد أفادونا أن الحرش لم يكن "مجفّنا" بهذا الشكل، بل كان عبارة عن أشجار سنديان حقيقية. وأن أهالي اليازدية قد نظموا، قبل عقود، وبمبادرة ذاتيّة، حملة لتنظيف الحرش وتربية الأشجار وتنسيقها. أضف إلى ذلك، وجود أشجار سنديان ضخمة مميزة، اختفت كليا عن الوجود.


4) ما هو المطلوب :
من الضروري جدا، وعلى جناح السرعة، "استصلاح" هذا الموقع الفريد، وذلك بهدف:
1- حماية الغابة من الحريق الذي سيأتي عاجلا أم آجلا، بشكل مقصود أو غير مقصود، ويلتهمها بشراهة.
2- تحويل شجيرات السنديان الممسوخة، إلى أشجار حقيقية شامخة، مما يعيد إلى الغابة جمالها واسمها، والى شجرة السنديان اعتبارها ومكانتها المهدورة.
5) خطة العمل:
1- التربية والتنمية: إن القطع العشوائي والجائر للأشجار قد أدى إلى إعادة نموها بشكل شجيرات ممسوخة
كثيرة الفروع، كما يظهر في الصورة التالية. تبين لنا بعد مراجعة المصادر العربية والأجنبية،
والاختصاصيين، أنه من الضروري "معالجة" هذه الشجيرات، على مرحلتين ، بفاصل خمس سنوات وسطيا. يتم
في المرحلة الأولى المحافظة لكل شجرة على عدد من الفروع يتراوح بين واحد وثلاثة، بحيث تختار بالطبع الفروع الكبيرة والعمودية. أما في المرحلة الثانية، بعد خمس سنوات، فيتم الإبقاء على الفرع الأفضل، أو فرعين في حالات استثنائية.
أما الفروع الجديدة، فيتم التخلص منها بشكل دوري.


2- طرق الوقاية من الحرائق: إن كل غابة معرضة للحريق، بشكل طبيعي أو مفتعل.إن وصول آليات الإطفاء
بسرعة وبسهولة إلى مصدر النيران يرفع كثيرا احتمالات السيطرة عليها. ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا
اجتازت الغابة شبكة من الطرقات خصيصا لهذا الغرض.إضافة لذلك،لابد من إحاطة الغابة بشكل كامل بطريق معبدة،تكون حدودا نهائية لها لا يمكن التعدي عليها.
6) التنفيذ:
باشرت جمعية حماية الطبيعة حملة استصلاح هذه الغابة الجميلة، ونفذت حتى هذا التاريخ عدة أيام عمل للتربية والتنمية فيها. ومن المقرر متابعة العمل فور الانتهاء من حملة التشجير، أي في أوائل شهر آذار.
على الرغم من صعوبة العمل البالغة، فان همة المشاركين قد أعطت ثمارها منذ اليوم الأول، عندما انجلت الصورة في آخر النهار عن موقع جميل ونظيف، عن أشجار كبيرة وصغيرة لكنها كلها متناسقة. لقد حولت السواعد الخيّرة المعطاءة هذا الموقع المهمل والمنتهك والموحش، إلى مكان جميل جدا جدا لن يمل أطفال اليازدية من اللعب فيه خلال العطل المدرسية.
تأمل الجمعية من أهالي اليازدية المشاركة في هذا المشروع الحضاري الذي يخصهم ويخص قريتهم بالدرجة الأولى. لهذا الغرض سوف يقوم وفد من الجمعية بزيارة الأهالي بالتنسيق مع مجموعة من شباب القرية المشاركين في الحملة.












































إحدى زوايا غابة اليازدية لدى الانتهاء من العمل فيها

7) كلمة أخيرة:

كلّنا نعلم شكل الغابة حاليّا


وكلّنا نستطيع مشاهدة ما أنجز من العمل حتى الآن ..


فلنتصوّر


كيف سيكون شكل الغابة عند إتمام المشروع




كلّنا يشكو من ثقافة إلغاء الشجرة والقضاء على الغابات


فلنعمل على ترسيخ ثقافة إحياء الشجرة وحماية الغابات


هل سنكون أوّل من يعيد إلى شجرة السنديان عزّتها؟؟؟


نعم.. وبالتأكيد