هكذا تكون الأمهات 0 ؟ (2)

[b][b] هكذا تكون الأمهات 0 ؟

السنن القولية : فمن الآداب والسنن القولية 0
- حمد الله تعالى إذا عطس 0
- إذا سمع الصبي عاطسا ً , قال له : يرحمك الله 0
- تسمية الله تعالى في أول الطعام , وحمده عند نهايته 0
- أدعية الدخول إلى المسجد , والخروج منه 0
- أدعية الدخول إلى البيت , والخروج منه 0
- إذا رأى الصبي شيئا ً أثار عجبه قال : ما شاء الله عوضا ً عن التصفير والصياح والتصفيق , الذي يمارسه بعض الفتيان اليوم 00
- عند الاستيقاظ من النوم يقول : الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا وإليه النشور 0
- أدعية الصباح والمساء 0
وإلى ما هنالك , من أدعية وأذكار وردت في النصوص والأخبار الصحيحة 00 وسيكون من الجميل أن تضم مكتبة المنزل بعض
الكتيبات , التي ترشد إلى ذلك 0

السنن العملية : ومن الآداب والسنن العملية , التي ينبغي على الأم تعليمها لطفلها :
- أن يبدأ عند لبس ثوبه ونعله 0 وعند دخول المسجد 0 وتقليم أظافره 0 والخروج من الخلاء 0 والأخذ والعطاء 0
- ويُعود تقديم اليسار في ضد هذه الأمور 0
- ويُعود الطفل إماطة الأذى عن الطريق , فإذا لم يفعل فلا أقل من أن يمتنع من إلقاء الأذى في الطرقات والساحات العامة , إذ إن كثيرا ً من الأطفال اليوم يلقون بالعلب الفارغة وبعض الفضلات دون أدنى مبالاة 0 !
- ويُعود أيضا ً الأكل باليمين , والأكل مما يليه , وعدم النظر في وجوه الأكلة على المائدة , وإذا سكب شيئا ً في طبقه الخاص يسكب على مقدار الحاجة 0
- كيف يأكل كل ما في صحنه , ولا يترك منه شيئا ً 0
- المحافظة على الممتلكات والموارد , فلا يترك الأنوار مضاءة بعد خروجهم من الغرفة , كما يُعود على إقفال صنابير المياه بإحكام فلا يسرفوا في استخدام المياه مهما كانت رخيصة ومتوفرة 00 وإلى ما هنالك من سنن وآداب 0
-
الأمر الرابع : اللمسة الجمالية 00
من مهمات الأم الارتقاء بمشاعر التمدن والتحضر لدى الطفل , من خلال تنمية أحاسيس الجمال والأناقة لديه , وهي أحاسيس تتكون لدى الطفل منذ الشهور الأولى من ولادته , من خلال الابتسامة , والنظرة , والهمسة , واللمسة 00 الجمال هو الحيوية التي في إمكانها التغلغل في كل الأشياء , وإن أشد الأمور قسوة ومرارة يظل قابلا ً لإضفاء المسحة الجمالية عليه , كما قال عز وجل :
( فاصبر صبرا ً جميلا ً ) 0 ( المعارج : 5 ) 0
اللمسة الجمالية تجعل تصرفات الإنسان أكثر نعومة وأناقة حيث يرتقي إحساسه بالآخرين 0 تستطيع الأم تكوين اللمسة الجمالية لدى الطفل من خلال تنظيم البيئة التي يعيش فيها الطفل , فالبيت الفوضوي المضطرب وغير النظيف , لا يساعد على الإحساس بالجمال
وتستطيع الأم فعل ذلك 0 من خلال تعليمه لبس الثياب ذات الألوان المتناسقة , وتنظيف أسنانه , وتعويده ترتيب غرفته وتجميلها وحثه
على أن تكون دفاتره وكتبه نظيفة ومنظمة 0

التمدن في لغة الخطاب 00 ويأتي في قمة الوسائل المعينة على تكوين الحس الجمالي في نفس الطفل وسلوكه : لغة الخطاب السائدة في المنزل 00 حيث تقول الأم لطفلها : من الأحسن , والأجمل , والألطف , والأبهى , والأروع , أن تفعل كذا 0 وتترك كذا 0
والحقيقة أن طريقة تعبير أهل البيت عما يريدونه , تعكس على نحو تام مشاعرهم وطرق تفكيرهم والمستوى التمدني الذي بلغوه 0
وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال : ( لا يقل أحدكم : عبدي أمتي , وليقل : فتاي , وفتاتي , وغلامي ) ( لا يقولن أحدكم : خبثت نفسي , ولكن ليقل : لقست نفسي , ومعنى ( خبثت ) هو معنى ( لقست ) ولكن كره النبي (ص) بشاعة اللفظ 0

الأم العارفة 00 والأم الجاهلة 0 ؟
الأم الصالحة العارفة بوظيفتها تستخدم دائما ً التعبيرات الرشيقة , التي تبعث في نفس طفلها مشاعر الخير والرفق والسمو والنعومة 0
أما الأم الجاهلة بوظيفتها , والأم التي لم تتلق ما يؤهلها لأن تكون مربية 00 هذه الأم تستخدم لغة أخرى تشيع في نفس الطفل معاني
الإحباط والدناءة والانتقام 00 وهذه بعض الأمثلة التي توضح الفرق بين اللغتين وبين الأمين :
- إذا غضبت الأم الصالحة قالت لأولادها : هداكم الله 00 أصلحكم الله 00 أما الأم الأخرى فتدعو عليهم وتقول : الله يبتليكم بالمصائب 0 !! و 00 و 00 و00
- الأم الصالحة المؤمنة المربية حقا ً تقول : المسلم المؤدب يفعل كذا وكذا , حتى يدخل الجنة 0 أما الأم الأخرى , فإنها تهدد وتتوعد وتقول : الذي يريد أن يُضرب يفعل كذا 0 وكذا 0
- إذا أخذ الطفل ما ليس له , قالت الأم الصالحة : هذا ليس لك , هذا ليس من حقك 00 رُده لصاحبه 0 أما الأم الأخرى فتقول:
يا لص 00 يا حرامي 00 ياسرا ق 00 !
- إذا سقط الطفل على الأرض , وجاء إلى أمه باكيا ً , فإن الأم الصالحة تقول له : قدر الله وما شاء فعل 00 في المرة القادمة
كن أكثر حذرا ً 0 أما الأم الأخرى فتقول : أحسن وتستحق ذلك 00 وفي المرة القادمة تنكسر رجلك 00 !
لا يمكن لمربية صالحة أن تسمح لنفسها بتحقير طفلها وإهانته من خلال تعبيرها ببعض عيوبه أو نقائصه , أو تشبيهه بالمخلوقات الأدنى : كالكلب والحمار , أو تقول له : يا أبله 00 يا غبي 00 أو تقول له : لا يشرفني أنك أبني , أو أنك لا تصلح لشيء , فالطفل يصدق ما نقوله له , ومن خلاله يشكل صورته عن نفسه 0

الأمر السادس : تكوين الإنسان الناجح 00
المتميزون جدا ً بين الناس لا يُشكلون أكثر من خمسة بالمئة , أما المتميزون جدا ً جدا ً فلا يُشكلون أكثر من خمسة بالألف , والباقي من عباد الله عاديون 0 ولو أن المواهب والقدرات الفطرية التي زودنا البارىء عز وجل بها 00 لو أنها نميت بشكل جيد , فإن نسبة
الممتازين يمكن أن تتضاعف مرات كثيرة 0
البيئة المحطمة , والأسر الجاهلة تقتل الكثير من إمكانات الطفل , وتحوله من إنسان سوي إلى إنسان شبه معوق ذهنيا ً ونفسيا ً , من خلال سلسلة من المفاهيم التي تدخل في تكوين ثقافة الطفل , يمكنه أن يحقق الكثير من النجاح في حياته 0 ومن خلال مجموعة أخرى
من المقولات , يمكن أن يقع الطفل في كثير من الإخفاق والإحباط 0
فما المفاهيم التي تساعد الطفل على النجاح يا تُرى 0 ؟
أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن قوله في هذا الشأن , ولكن سأقتصر على ثلاثة مفاهيم , أرى أن على الأم القيام بتركيزها في شخصية ولدها : المفهوم الأول : تعزيز ثقة الطفل بنفسه 0 ؟
تعزيز ثقة الطفل بنفسه , وتوسيع ُ مدى طموحاته , حيث تقص عليه حكايات ٍ من سير الرجال العظام , أهل الصلاح والنجاح , والذين يمكن أن يقتدي بهم , ويقتبس من أخلاقهم وسلوكياتهم 0وهذه النقطة قد تكون أهم النقاط , حيث أن أسوأ ما يفعله البيت الجاهل المتخلف هو : قتل الطموحات لدى الطفل 0 وحرمانه من الاهتمام بمعالي الأمور ؟
لنساعد الطفل على أن يحلم بتحقيق أنبل الغايات والأهداف وأعلى المراتب , ولنوسع مدى تلطعاته , وسنجد أنه يستجيب على نحو أفضل مما نظن 0
المفهوم الثاني : التعرف على ميول الطفل الحقيقية 00
تتبع
[/b][/b]